الادماج يقول

شاهدت مسرحية تتمحور حول مساوىء البخل لخصها في بضعة اسطر



الحل


لبخل داء فتاك كم فرق بين أحباب، وأغلق بيوتاً، وهدم أسراً، ودمر مجتمعات، وزرع الحقد والغل في الصدور، فتقطعت الأواصر، وانصرمت الوشائج، وقام على أساسه سوق الحسد والبغض، وهو من أدوء الأدواء وأخبثها، يشعر بأن صاحبه لا يثق في الله تعالى، فهو دائماً يسيء الظن بخالقه، ويحسب أنه لن يرزقه، ولن يكرمه، وأن هذا الذي بين يديه من الخير والمال والنعمة لو انقضى فلن يأتي بعده خيرٌ، ولن يخلف الله عليه بسواه، وأن أمواله لو تصدق منها صار فقيراً معوزاً كالمتصدق عليهم، وما أيقن هؤلاء الظانين بالله ظن السوء أن المال لا تنقصه الصدقة بل تنميه وتبارك فيه.

وهو مع ذلك يمنع صاحبه السيادة فالبخيل ليس بسيد في قومه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة؟" قلنا: الجد بن قيس، على أنا نبخله. قال: "أي داء أدوى من البخل! بل سيدكم عمرو بن الجموح"(1)